أما زكاة المال فهي من أعظم الفرائض وهي الركن الثالث من أركان الإسلام . فالواجب العناية بأدائها وصرفها في أهلها المستحقين لها .
وهكذا صوم رمضان تجب العناية به في وقته والمحافظة عليه وهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة ، وتجب صيانة الصيام عن ما حرم الله حتى يؤديه العبد كما شرع الله وحتى تكفر به خطاياه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق على صحته .
وهكذا الحج لمن استطاع السبيل إليه . فالواجب على كل مسلم ومسلمة البدار بحج بيت الله الحرام مرة في العمر مع الاستطاعة لقول الله عز وجل وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا الآية . وهو من أسباب المغفرة وتكفير الذنوب ودخول الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقال : من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه متفق على صحتهما .
ومن أهم الفرائض بعد أركان الإسلام الخمسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو من صفات المؤمنين والمؤمنات وأعمالهم العظيمة كما في قوله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ الآية . . وقدم سبحانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصلاة في هذه الآية لعظم شأنه وكونه من المصلحة الهامة للمسلمين ، كما قدم ذكره على الإيمان في قوله تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والتواصي بالحق والصبر عليه عملا بهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث وعملا بقوله عز وجل : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
فالواجب على مسلم رأى من أخيه تقصيرا في الصلاة أو ارتكابا لبعض المحرمات أن ينصحه بالرفق والأسلوب الحسن كما قال الله عز وجل ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وقال صلى الله عليه وسلم : عليكم بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شي إلا شانه فإذا رأيت من أخيك تكاسلا وتثاقلا عن الصلاة في الجماعة فانصح له باللين وبالرفق وبالحكمة . وإذا رأيته سيئ الخلق مع إخوانه فانصح له حتى يتواضع ويحسن خلقه مع إخوانه ، وإذا رأيته يعق والديه أو أحدها أو علمت ذلك من طريق الثقات فانصحه وأمره بتقوى الله وببر والديه ، أو رأيته يسيء إلى أقاربه أو إلى زوجته وأهل بيته فانصح له وقل : يا أخي اتق الله خيركم خيركم لأهله ، ووضح له أن الواجب النصيحة للأهل وإكرامهم وعدم إيذائهم بالكلام السيئ أو الفعل السيئ وعليه أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والكلام الطيب والأسلوب الحسن كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وقال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا